د. سفيان صائب سلمان املعاضيدي

Transkript

1 عنوان الورقة الباحث دور اإلرشاد املدرسي يف تنمية اإلبداع د. سفيان صائب سلمان املعاضيدي مقدم ال ورقة د. سفيان صائب سلمان املعاضيدي اجلهة املوفدة مركز الدواسات الرتبوية واألحباث النفسية مركز الدواسات الرتبوية واألحباث النفسية/ جامعة بغداد / العراق

2 امللخص يعد اإلرشاد الرتبوي من العمليات املستمرة اليت هتدف إىل أتسيس ثقافة توجيهية علمية فهدف اإلرشاد الرتبوي األساس هو توجيه الطلبة تربواي وعلميا اخللقية والتقوميية لسلوك الطلبة عام بدءا ابملرحلة من الناحية الرتبوية يقوم املرشد الرتبوي بدوره من خالل أعطاء اإلرشادات يف املدرسة كما يقوم إبعداد االستمارات اخلاصة أو امللفات الكاملة عن حياهتم بشكل واحلياة املعيشية والدور األسري وهل يعيش الطفل مع األسرة أم خارجها... اخل من ضرورات تعرف املرشد على الطالب حبياته اخلاصة أضف إىل ذلك التوجيه الرتبوي الذي يعد اآلن عامليا من املوضوعات املهمة اليت يبين من خالهلا شخصية الطالب. فدور املرشد الرتبوي يف بناء الشخصية دورا كبريا إذ يعد احملرك األساس للتعرف على املشكالت اليت يعانيها الطالب واملصاعب اليت تعرتض حياته الدراسية واالجتماعية. يراعي والتلقني إن املنهج يف الوطن العريب ال زال تلقينيا يبتعد عن روح اإلبداع و ما زال متخلفا عن ركب احلضارة العاملي وال مستوى التطور الفكري للطالب العريب يف زمن اإلنرتنيت والفضائيات اليت تبث تطورا متالحقا يسيطران على املنهج الدراسي ومازال الطالب يعاين من منهج ال يراعي التفكري اإلبداعي إذ ما زال احلفظ أما أن نرى دولة هنا ودولة هناك يف الوطن العريب هتتم ابإلبداع هذا ال يعين أن املنهج قد تطور ومع أن املنهج يعنينا كثريا يف هذا امليدان إال أننا لن نركز عليه ألنه ليس من صلب اختصاصنا لكننا نركز على بناء الشخصية اإلبداعية وأمهية الدور الذي يلعبه املرشد الرتبوي يف اكتشاف املبدعني من الطلبة العقلية واملعرفية وموهبته. ودوره يف دعمهم معنواي لالرتقاء بتوجيههم كل اىل الوجهة اليت تناسب قدراته إن دور املرشد الرتبوي كبري إن أخذه مبا يستحقه وقدم خدماته للطلبة مبا يرضي هللا والعمل الذي يقوم به إذ يعد املوجه يف آن معا للطلبة قادر إىل ففي دراسات عاملية هبذا امليدان وجد الباحثني إن طفل الروضة مبا ميتلكه من مهارات الرسم على اإلتيان أبفكار تقدح يف عقول املفكرين أبداع شيء جديد شخصية الطالب مبا ينمي إبداعه ذو دور مستقبليكبري له يف األعداد حلياته العلمية واملهنية. ويف املراحل الالحقة من الدراسة يعد تطوير إن التخلف الذي عانته الشخصية العربية دعاها إىل التفكري ابهلندسة والطب فقط مصدرا لالسرتزاق دون النظر إمكاانت الطالب العلمية واملهنية ودون االهتمام جبوانب شخصيته. وهذا ما يدعوان إىل االلتفات إىل دور املوجه املهين أو املرشد الرتبوي يف بناء شخصية الطالب مبا ينمي مهاراته اإلبداعية إن وجدت وينمي التفكري اإلبداعي لديه وفقا لربانمج علمي معد سلفا هلذا املوضوع. وقد خرج البحث احلايل بعدد من التوصيات واملقرتحات. 851

3 أمهية البحث واحلاجة اليه: ومن تنبع حاجة الفصل األول يعد اإلبداع أحدى أهم املقومات الرئيسة يف حياة الفرد اذ أنه من األساسيات اليت يرتقي هبا التفكري اإلنساين خالهلا ويلعب األرشاد دورا مميزا يف حتفيز الطاقات األبداعية لدى الطلبة ومساعدهتم على التحصيل العلمي. لذا أمهية البحث واحلاجة اليه من أمهية دور األرشاد املدرسي يف تنمية عقول الطلبة وحتفيزها على األبداع وكذلك املؤسسة العلمية العربية اىل مرشدين نفسيني وموجهني تربويني هلم دورهم يف البناء العقلي للطلبة. وكذلك هلم دور يف بناء التفكري األبداعي للطلبة. مشكلة البحث: لكل حبث مشكلة يهتم هبا ومشكلة البحث احلايل هي اجياد املقرتابت العلمية املعينة على انتاج الطلبة الفكري واألبداعي على وجه اخلصوص. حتديد املصطلحات: وعرفه )روجرز الختاذ خطوات إجيابية حنو اجتاه جديد. 2491( أبنه عالقة منظمة اختيارية تسمح للمسرتشد احلصول على فهم الذات الذي يدفعه كما عرف )بيبسنكي وبيبنسكي pepinsky & pepinsky 1954 اإلرشاد أبنه عملية تشتمل على تفاعل بني مرشد ومسرتشد يف موقف خاص هبدف مساعدة املسرتشد على تغيري سلوكه حبيث ميكنه الوصول إىل حل مناسب حلاجاته. وعرف )تولبريت )Tolbert 1959 أبنه عالقة شخصية وجها لوجه بني شخصني أوهلما هو املرشد من خالل مهاراته وابستخدام العالقة اإلرشادية حيث يساعده على تفهم نفسه وظروفه الراهنة واملقبلة مصلحة اجملتمع يف احلاضر واملستقبل. فيما األشخاص يوفر موقفا تعليميا للشخص الثاين املسرتشد وهو نوع عادي من األشخاص وعلى حل مشكالته وتنمية إمكانياته مبا حيقق تكيفه وكذلك بينما يرى تيلور )1969 )Tyler الغرض من اإلرشاد هو تسهيل االختبارات اليت تساعد على منو الشخص بعد كما يرى أن اإلرشاد ذو طبيعة إمنائية ابإلضافة إىل كونه ذا طبيعة عالجية نظرا لكون اختاذ القرارات أمرا الزما طول احلياة. وإنه ميكن أن يكون عوان لكل يرى )ابترسون :)Patterson_1973 عند حديثه عن اإلرشاد أنه ميكننا أن نعرف اإلرشاد إذا أمكن أن حندد ما ال يدخل يف اإلرشاد: مثال اإلرشاد ليس جمرد إعطاء معلومات رغم أن املعلومات تعطى يف اإلرشاد. كذلك فإن اإلرشاد ليس والسلوك عن طريق احلث جمرد إسداء النصح أو االقرتاحات أو التوصيات. واإلرشاد ليس هو التأثري واألنشطة. كذلك فإن اإلرشاد خصائص اإلرشاد على النحو اآليت: على االجتاهات واألفكار والقيادة واإلقناع. كذلك فإن اإلرشاد ليس هو اختيار وتعيني األشخاص يف خمتلف الوظائف ليس املقابلة رغم أن املقابلة جانب أساسي يف اإلرشاد. وميضى ابترسون بعد ذلك ليحدد 851

4 إن اإلرشاد يهتم ابلتأثري على التغيري االختياري للسلوك من جانب املسرتشد. إن الغرض من اإلرشاد هو توفري الظروف اليت تسهل التغيري االختياري من جانب املسرتشد. وكما هو األمر يفكل العالقات فإن هناك قيودا تفرض على املسرتشد. يوفر املرشد الظروف اليت تسهل عملية التغيري من خالل املقابالت. يتوفر يف اإلرشاد عنصر اإلصغاء و لكن ليس معناه أن كل اإلرشاد إنصات.. إن املرشد يتفهم املسرتشد. أن اإلرشاد يتم يف إطار من اخلصوصية و جتري املناقشة يف إطار من السرية. أما )لويس 2471( فعرفه أبنه: عملية يتم عن طريقها مساعدة املسرتشد ليشعر ويتصرف بطريقة شخصية أكثر إرضاء من خالل التفاعل مع شخص غري مشارك وهو املسرتشد. ويوفر املرشد املعلومات وردود الفعل اليت حتفز املسرتشد لتطوير سلوكه والتعامل بطريقة أكثر فاعلية مع نفسه ومع البيئة ( الشناوي 1112 ص 29( وكما عرفه )أيفي ومسيك داونيج Downing( 2491 )Ivey& Simek يؤدي اإلرشاد إىل ظهور خيارات ويساعد املسرتشد يف التحرر وكسر األمناط القدمية وتسهيل عملية اختاذ القرار وإجياد حلول علمية وعملية للمشكالت. )ستيورات 2446 ص : )37 وعرف )زهران ( اإلرشاد على أنه عملية واعية مستمرة بناءة وخمططة هتدف إىل مساعدة وتشجيع الفرد لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته ويدرس شخصيته جسميا و عقليا واجتماعيا وانفعاليا ويفهم خرباته مستطاع وحيدد مشكالته وحاجاته ويعرف الفرص املتاحة له أن حيدد اختياراته ويتخذ قراراته وحيل مشكالته يف ضوء معرفته بنفسه وأن يستخدم وينمي إمكاانته بذكاء إىل أقصى حد ابإلضافة إىل التعليم والتدريب اخلاص الذي حيصل عليه عن طريق املرشدين واملربني والوالدين يف مراكز التوجيه واإلرشاد يف املدارس ويف األسرة لكي يصل إىل حتديد وحتقيق أهداف واضحة تكفل له حتقيق ذاته وحتقيق الصحة النفسية والسعادة والتوفيق شخصيا وتربواي ومهنيا وأسراي وزواجيا. التغلب توجه إىل ذلك- ويشري الكفايف إىل أن اإلرشاد النفسي أحد قنوات اخلدمة النفسية نفسه ومع مع اآلخرين يف اجملتمع اليت تقدم لألفراد أو اجلماعات هبدف على بعض الصعوابت اليت تعرتض سبيل الفرد أو اجلماعة وتعوق توافقهم وإنتاجيتهم. واإلرشاد النفسي خدمة األفراد واجلماعات الذين ما زالوا قائمني يف اجملال السوي ومل يتحولوا بعد إىل اجملال غري السوي ولكنهم - مع يواجهون مشكالت هلا صبغة انفعالية حادة هذه املشكالت بدون عون أو مساعدة من اخلارج. أو تتصف بدرجة من التعقيد والشدة حبيث يعجزون عن مواجهة بناء على ما سبق ذكره من تعريفات خمتلفة لإلرشاد ويف تلخيص واستخالص هلذه التعريفات ميكن أن نقول أن اإلرشاد عملية ذات توجه تعليمي املرشد املؤهل ابملعرفة واملهارة اهليئة التعليمية و التدريسية ابملدرسة. جتري يف بيئة اجتماعية بسيطة بني شخصني أوهلما مرشد والثاين مسرتشد يسعى واخلربة إىل مساعدة املسرتشد يف استخدام الطريقة الناجحة للتفكري اخلالق ابلتعاون مع 861

5 أساليب التعرف على املتفوقني واملوهوبني: أ- عندما كان مفهوم التفوق العقلي يتميز ابلشمول واالتساع كان من الضروري إعداد وسائل للتعرف على أفراد هذه الفئة من خالل وسائل متعددة تعني على التعرف عليهم مثل: ب- تطبيق االختبا رات: وجيب أن تكون هذه االختبارات تشخيصية توجيهية فال يكفي أن متدان ابلدرجات بل جيب أن ننظر إليها على إهنا أدوات توجيه ومن بني هذه االختبارات اليت ال غىن عنها يف التعرف على هذه الفئة ما يلي: اختبارات الذكاء بنوعيها الفردي واجلمعي. اختبارات قدرات التفكري اإلبداعي. اختبارات االستعدادات والقدرات اخلاصة. اختبارات التحصيل املوضوعية. اختبارات الشخصية. تقديرات اآلابء واألمهات: إن تقارير اآلابء واألمهات هلا قيمتها وأمهيتها يف تقدير تفوق أطفاهلم حيث اهنم أكثر الناس معرفة هبم ودراية بسلوكهم وخصائصهم اليت ال تكشف عنها االختبارات املوضوعية املتنوعة على هذه التقارير يف بعض األحيان الوسائل األخرى املتعددة واملستخدمة يف التعرف على األطفال املتفوقني. يتعرفوا ت- مالحظات وتقارير املعلمني: يتصل املعلمون اتصاال مباشرا على األطفال املوهوبني األطفال املتفوقني فقط من بني من اختارهم غري انه لوحظ أن التحيز والتعصب يغلب لذلك ينبغي النظر إىل هذه التقارير على أهنا جمرد معلومات مساعدة إىل جانب ابألطفال يف الفصول ويف ميادين النشاط املختلفة وميكنهم حبكم هذا االتصال أن وقد تبني من البحوث والدراسات أن املعلمني يفشلون يف الكشف عن نسبة كبرية من بسبب عوامل شخصية تؤثر يف حكمهم على التالميذ فقد وجد )تريمان املعلمون كانوا متفوقني )Terman إن % 2557 إذ ان املعلمون أخطاوا يف مخسة من كل ستة مت اختيارهم بواسطتهم على أهنم متفوقون وبذلك تقارير املعلمني ومالحظاهتم يف هذا الصدد غري أساسية ولكنها هامة. ث- اإلنتاج املعد من قبل األطفال: يعد إنتاج األطفال من أفضل األسس اليت ميكن أن تساعد يف التعرف على األطفال املتفوقني تسجل يف صحائف التالميذ. وهذا اإلنتاج يشمل جوانب متعددة سواء كانت أكادميية أو فنية. وهواايته ج-البطاقة املد رسية: وهذه البطاقات عبارة عن صحائف نفسية واجتماعية توضح حالة الطفل الدراسية وحتصيله واليت ميكن أن واجتاهاته وميوله وظروفه االجتماعية والصحية ونشاطه الرايضي. واملفروض ان تكون هذه البطاقة دليال موجها للمدرسة يف اكتشاف األطفال املوهوبني. 868

6 ح- تقدير األقران: ال يقل رأي األقران أمهية عن املصادر األخرى القيادية وميكن ان يتم ذلك من خالل استخدام األساليب السوسيومرتية. خ- للموهبة يف تلك امليادين. حكم اخلرباء : وابلتحديد عندما نريد التعرف على بعض الصفات كالصفات ان حكم اخلرباء كوسيلة للكشف عن األطفال املوهوبني واملتفوقني يعترب أساسيا حىت أن التعريف الرمسي والتفوق يشرتط ذلك. إن اخلرباء واملختصني يف امليادين املتخصصة طريقة مناسبة للتعرف على املوهبة أو التفوق هذه الطريقة هلا فوائدها ابإلضافة إىل افرتاض الدقة يف الكشف والتعرف على الطلبة املوهوبني واملتفوقني من قبل اخلرباء فإن يف تشجيع الطلبة وحتفيزهم على بذل مزيد من النشاط واجلهد يف اجملاالت اليت يتميز فيها خاصة بعد أن يتم تشجيعهم لاللتحاق بربامج تربوية تعين ابلطلبة املوهوبني واملتفوقني. سلوكية الطفل واليت النمائية. وخصائص ان املطلوب من اخلرباء واملختصني هو معرفة خدمات الطلبة احلقيقية ومتييزها عن األداء املؤقت لبعض مناذج مع متشاهبة ما يقوم به الطلبة املوهوبني واملتفوقني. كذلك على اخلرباء فهم خصائص املرحلة النمائية اليت مير هبا تساعدهم يف املوازنة واملواءمة بني السلوك الذي يعرب عن قدرة متميزة تفوق ما هو متوقع من تلك املرحلة كما إن عملية التعلم للمتفوقني واملوهوبني جيب إن تراعي اخلصائص النمائية للمتعلم وأن تعتمد آليات التفكري اإلبداعي املنظم الذي يعتمد على آليات متنوعة كثرية أسس هلا العاملني )تورانس يف مصفوفته املعروفة وكلفورد مبا جاء به من أفكار يف التفكري اإلبداعي(. إن كل ما سبق ال الوصول ابملسرتشد إىل الغاية من عملية اإلرشاد. اإل رشاد النفسي: يعمل يتم دون احلاجة الشديدة لإلرشاد النفسي والتوجيه الرتبوي القائم على أسس علمية هدفها اإلرشاد النفسي وعلم النفس اإلرشادي فيه مرشدون متخصصون مع counseling psychology فرع من فروع علم النفس التطبيقي أفراد أو مجاعات أو جمتمعات حباجة إىل املساعدة للوصول إىل أهداف ذات قيمة هلم واختاذ القرارات املناسبة. وحل املشكالت اليت تواجههم وحتقيق التوافق النفسي الشخصي واالجتماعي والوصول إىل حتقيق أعلى مستوى ممكن من الصحة النفسية. اإلرشاد مصطلح أو كلمة يظهر أن كل شخص يفهمها لكن يف احلقيقة ال يوجد شخصان يتفقان على هذا املصطلح ابملعىن نفسه حيث يشري اتيلور Tyler 1969 أن النمو السريع ملهنة اإلرشاد أدى إىل غموض وسوء فهم املصطلح وأن جزءا من هذا الغموض وسوء الفهم يعود إىل حقيقة أن اإلرشاد نشأ ومنا من خالل جمموعة خمتلفة من العلوم اإلنسانية )أبو عباة نيازي 1112 ص ) 36 ويتفرع من اإلرشاد النفسي فروع عديدة خيدم كل منها ميداان من ميادين العمل يف اجملتمع ويشتق امسه منه فنجد اإلرشاد الطاليب واملدرسي وإرشاد الشباب واإلرشاد املهين واإلرشاد الديين اإلرشاد يف جمال املعوقني واإلرشاد األسري وإرشاد اجملتمعات احمللية إرشاد الطفل وإرشاد املرأة وإرشاد األقليات واإلرشاد العالجي واإلرشاد الوراثي 861

7 اخل اخل( وغريها من جماالت اإلرشاد املتنوعة وتلتقي هذه الفروع يف األسس والنظرايت واملهارات واألخالقيات ولكنها قد ختتلف فقط يف نوع املشكالت اليت تتناوهلا ومكان التطبيق مثال مدرسة - مستشفى - مركز أتهيل - مؤسسات اجتماعية... ورمبا ختتلف حسب النوع ذكور إانث أو حسب البيئة: )مدن قرى أو حسب العمر أطفال مسنني... شباب وقد بدأت بلورة علم النفس اإلرشادي نتيجة التقاء ثالثة فروع أساسية يف علم النفس هي القياس النفسي الذي تعترب بداايته احلقيقية مع مقياس بينيه وجهوده لتقييم استعدادات طالب املدارس يف فرنسا ابتداء من عام 2415 وعلم النفس املهين أو املهنة والعالج النفسي العشرين. أما واقع اإلرشاد أمريكا اليت يشرتط فيمن ميارسها السريري )اإلكلينيكي التوجيه املهين الذي تعترب بداايته مع كتاب ابرسونز الشهري يف عام وكذلك قامت ببلورته نظرية التحليل النفسي اليت كانت بداايهتا 2414 حتت عنوان كيفية أختيار مع كتاب فرويد يف بداية القرن اليوم فهو واقع فرض فيه نفسه كأحد التخصصات األربعة الرئيسية لعلم النفس التطبيقي يف )...Clinical علم احلصول على ترخيص خاص ابلعمل فيها وهي علم النفس اإلرشادي وعلم النفس النفس املدرسي Psychology( )School وعلم النفس الصناعي والتنظيمي organizational( )Industrial and وأصبحت دراسات اإلرشاد النفسي واسعة االنتشار يف اجلامعات األمريكية ويف كثري من جامعات العامل ختصص اإلرشاد نفسه )الشناوي 2449 ص : 157 ). وقد أصبح اإلرشاد سلسلة من املصطلحات وإعطاء النصيحة واملعلومات واالختبار وتفسري نتائجه سواء وجدت هذه الدراسات كدراسة عامة أو يف شكل ختصصات داخل تعين أنواعا متعددة من املمارسات مبا يف ذلك األباثبة والتشجيع وحىت املمارسات الفنية للتحليل النفسي ذات املستوى الرفيع جدا. وبعض النموذجية لإلرشاد تعكس اختالفات دقيقة نشأت خالل السنوات املاضية وتوضح أبن تعريفات اإلرشاد مل يتفق عليها عامليا. ويتم حتت عنوان اإلرشاد جمموعة فعاليات متنوعة جدا السلوك والشعور اإلنسانيني. تشرتك يف هدف عام هو املسامهة يف أمثلة وميكن تعريف اإلرشاد أبنه عملية هتدف إىل مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه وجوانب القوة والضعف لديه ويفهم إمكاانته وبيئته حىت ميكنه التفاعل معها تفاعال سليما يساعده على التكيف السليم. ويعرف أيضا أبنه عملية بناءة خمطط هلا هتدف إىل مساعدة الفردكي يفهم نفسه وحيدد مشكالته وينمي إمكاانته و حيل مشكالته كي يصل إىل حتقيق التوافق يف مجيع اجلوانب الشخصية والرتبوية واملهنية والزوجية واألسرية. واإلرشاد النفسي يرتكز على الفرد ذاته أو على اجلماعة ذاهتا هبدف إحداث التغيري يف النظرة ويف التفكري ويف املشاعر واالجتاهات حنو املشكلة وحنو املوضوعات األخرى اليت يرتبط هبا وحنو العامل احمليط ابلفرد أو اجلماعة. ومن هنا فإن هدف العملية اإلرشادية ال يقف عند حد مساعدة الفرد أو اجلماعة يف التغلب على املشكلة ولكنه ميتد إىل توفري االستبصار للفرد الذي ميكنه من زايدة حتكمه يف انفعاالته وزايدة معرفته بذاته وابلبيئة احمليطة به وابلتايل زايدة قدرته على السلوك البناء واإلجيايب. ومما ال شك فيه أن القدرة على إتيان السلوك البناء اإلجيايب ميكن الفرد من املواجهة الكفئة للمشكالت يف املستقبل الشعور ابلكفاية والرضا ومن مث الصحة النفسية. بل ويف اختيار السلوك األنسب الذي حيقق له التوافق ويف تبين وجهات النظر اليت تيسر له 861

8 بتعديل - الفرد وألن العملية اإلرشادية تقوم على زايدة استبصار الفرد بذاته فإهنا تؤكد بذلك عملية أفكار األفراد ومشاعرهم وسلوكهم حنو ذواهتم وحنو اآلخرين - أو اجلماعة 2444 ص.)21: تسعى أن وحنو العامل الذي يعيشون فيه التعلم من حيث اهتمامها ومن هنا نقول: إن الذي مير خبربة إرشاد نفسي انجحة فإنه مير خبربة منو وارتقاء نفسي يف نفس الوقت )الكفايف لعملية اإلرشاد جمموعة من األهداف اليت تكون غاية العملية اإلرشادية وأساسها وكل عملية إرشاد سوف إىل حتقيق هذه األهداف والغاايت حيث يرى عملية اإلرشاد تتلخص يف أربعة جوانب أساسية هي: لوكاري وريبل ( )Loughary& Ripley, مساعدة املسرتشد لكي يكون قادرا السلبية وتغيريها. على التعبري عن مشاعره وانفعاالته )حالته النفسية أن أهداف )Emotional state مساعدة املسرتشد لكي يكون أكثر تفهما لنفسه وللمواقف واملشكالت اليت مير هبا. مساعدة املسرتشد لكي يكون أكثر قدرة على اختاذ القرارات ذات األمهية. مساعدة املسرتشد لكي يكون أكثر قدرة على تطبيق قراراته. وتشتمل األهداف على ما يلي حسب تعريف احتاد علماء النفس األمريكي ألهداف اإلرشاد النفسي: أوال. أن يتقبل املسرتشد قدراته ودوافعه بشكل واقعي. باثنيا. أن يتوافق املسرتشد مع بيئته االجتماعية واملهنية بشكل معقول. باثلثا. أن يتقبل اجملتمع الفروق الفردية وما يكون هلا من أتثري على العالقات االجتماعية واملهنية واألسري. )القذايف 2447 ص : )35 أما ابترسون )1986 )Patterson, فقد توصل يف دراسته حول توجيه املراهقني والشباب إىل ثالثة أهداف أساسية هي: اهلدف األول: فهم النفس والقدرات واالستعدادات وامليول والرغبات اإلجيابيات والسلبيات فهما واضحا. اهلدف الثاين: معرفة متطلبات النجاح و شروطه و مزاايه واملكاسب املادية واملعنوية ملختلف املهن واألعمال. اهلدف الثالث: التفكري احلقيقي يف العالقات واالرتباط بني اهلدفني السابقني. هناك جمموعة من األهداف العامة لإلرشاد النفسي نستطيع ذكرها كاآليت: اإلرشاد النفسي والرتبوي علمية تساعد الفرد يف اكتشاف إمكاانته وقدراته وطاقاته واستعداداته اإلفادة منها يف حياته: الطالب يف دراساته العامل يف عمله وكل ذي مهنة يف مهنته. مساعدة الفرد على فهم استعداداته وقدراته... رمسها. مساعدة الفرد على التخطيط حلياته املستقبلية يف ضوء معرفته لذاته وهدفه االجتماعية اليت يعيشها. وإرشاده إىل وحتليلها ابلفرص املتاحة له. واختاذ القرارات لتحقيق أهدافه اليت وحاجاته ليحقق التوافق مع احلياة 861

9 .9.5 مساعدة الفرد على )تنمية ذاته( تنمية دائمة الستمرار تالؤمه مع البيئة اليت تتغري ابستمرار ويتكيف مع عامل دائم التغيري: The world of Continuous Change مساعدة الفرد على اكتساب مهارات التواصل مع اآلخرين والتفاهم مع اآلخرين أفراد ومجاعات Communication Skills 6. مساعدة الفرد على احلفاظ على صحته العامة وصحته النفسية اخلاصة..7.9 ساعدة الفرد على ( التعلم املستمر والتعلم الذايت. Learning( )Self and Continuing مساعدة الفرد على حل مشكالته الصحية واالجتماعية واملهنية معارف وخربات. وعاداته السلوكية هبذا جند أن اإلرشاد النفسي يهدف بشكل عام إىل تغيري اجتاهات وتصحيح تصوره عن نفسه وغريه ممن حوله االنفعايل ويف السعي إىل تبصريه بدوافعه وقدراته العقلية وصفاته ومساته النفسية. لقد أكد مركز الدراسات الرتبوية واالقتصادية بتزويده بكل ما حيتاجه من الفرد اخلاطئة وتعديل طرائق تفكريه غري املوضوعية وتعديل قيمه غري السليمة وأساليب سلوكه واألحباث النفسية )مركز البحوث النفسية سابقا ) جبامعة بغداد ومنذ السنوات األوىل لتأسيسه على أمهية اعتماد األرشاد الرتبوي وسيلة من وسائل أختيار املوظفني والعاملني بدوائر الدولة املختلفة والعاملني يف مؤسساهتم املختلفة كما أكد أمهية اختيار األفراد كل حسب امكاانته وختصصه الدراسي وهذا ما دعا جامعة بغداد اىل فتح شعبة انتقاء وتصنيف األفراد يف املركز عام 1117 م واليت هتدف اىل التوجيه للمهن املناسبة لألشخاص وتوجيه الطلبة اىل التخصصات النافعة هلم وملقدرهتم اجلسمية والعقلية. اإلرشاد املدرسي : Counseling School نظرا للتغريات االجتماعية والتقنية اليت متر هبا اجملتمعات العربية جند أن هناك حاجة ملحة لوجود املرشد الطاليب املتخصص يف املدرسة والذي يسهم يف عملية التنشئة االجتماعية وتنمية شخصيات الطالب كأحد اجلوانب اهلامة يف استثمار وبناء العنصر البشري. لقد أصبحت املدرسة مؤسسة اجتماعية مفتوحة على اجملتمع تؤثر فيه و"تتأثر به ومن هنا نعد اإلرشاد املدرسي أداة للتنشئة االجتماعية ووسيلة من وسائل زايدة إنتاج الطالبكفرد يف اجملتمع املدرسي واجملتمع احمللي الذي توجد فيه املدرسة. لذلك أصبح اإلرشاد ختصصا ال ميكن االستغناء عنه يف املدرسة احلديثة. لقد عرف حممد توفيق )2491( اإلرشاد املدرسي أبنه اجلهود واخلدمات والربامج اليت يعدها ويقدمها املرشد الطاليب لتالميذ املدارس على اختالف مستوايهتم بقصد حتقيق أهداف الرتبية احلديثة أقصى املختلفة. وتنمية شخصيات الطالب إىل حد ممكن ومساعدهتم لالستفادة من الفرص واخلربات املدرسية إىل أقصى حد تسمح به قدراهتم واستعداداهتم ويعرف عبد السالم ( 2497( اإلرشاد املدرسي أبنه يهتم مبساعدة الطالب على السري يف دراستهم سريا حسنا حيث يقوم ابلتعاون مع الطالب للتغلب على الصعوابت اليت تواجههم يف حياهتم بشكل عام )الغياب التأخري ضعف التحصيل عدم الرتكيز يف املذاكرة مشكالت شخصية توافقية يف املدرسة ) وكذلك مساعدة الطالب على استغالل 865

10 الوقت استغالال مفيدا إىل بتنظيم ساعات الدراسة والرتفيه بطريقة تضمن له التوافق النفسي والصحة النفسية وحتقق هلم النجاح يف دراستهم )عبد السالم 2497 ص :174( وعرف )علي 2444( اإلرشاد املدرسي أبنه: أحد جماالت العمل املهين للمرشد الطاليب الذي يهدف أساسا تنمية الطالب سواء من خالل تدعيم قدراهتم أو مواجهة مشكالهتم وذلك عن طريق التعاون املخطط بني كل من التخصصات املتاحة اإلرشاد من املختلفة ابملدرسة وبني املرشد الطاليب واجملتمع احمللي احمليط ابملدرسة مع حماولة االستفادة من مجيع املوارد اليت ميكن إجيادها لتحقيق ما يصبو إليه اجملال من أهداف يف إطار السياسية العامة للدولة. كما نستطيع تعريف املدرسي الرتبوي فهو: عملية منظمة هتدف إىل مساعدة الطالب كي يفهم ذاته ويعرف إمكاانته وقدراته وحيل مشكالته ليصل إىل حتقيق التوافق النفسي والرتبوي واملهين واالجتماعي وإىل حتقيق الصحة النفسية املتكاملة. من هذا جند أن اإلرشاد املدرسي هو أحد جماالت اإلرشاد الذي دخل إىل الكثري من جماالت احلياة بعد أن بدأ قضااي العالقات األسرية واملهنية ليمتد إىل اجملاالت األخرى املتبعة يف اإلرشاد النفسي العام ولكن تكون هذه األساليب داخل املدرسة ومع مشكالهتم واستكشافهم مدارسهم. لشخصيتهم وتلطيف اجلو املدرسي ابلنسبة للطالب ليكونوا أكثر و يستخدم اإلرشاد املدرسي نفس الفنيات واملهارات الطلبة والتالميذ لتساهم يف حل فعالية وأنتاج وحيوية داخل كما أكد مركز الدراسات الرتبوية واألحباث النفسية الذي نعمل فيه منذ ما يربوا على اخلمسة عشر عاما ومنذ بداايت عملنا فيه عام 2443 أمهية األرشاد الرتبوي يف اجلامعات العراقية والتوجيه املهين الذي خيدم الطالب اجلامعي اذ أييت الطالب من املرحلة األعدادية ال يعي ما يفيده من التخصصات بسبب التفكري العائلي الذي يدعوه اىل أما دراسة الطب أو الدخول يف هذين وتطبيق بطارايت اليت حنكم من خالهلا يف اهلندسة بينما قد يرغب الطالب بتخصص مغاير ملا تريده عائلته أو أن أمكاانته األدراكية ال تعينه على التخصصني فعلينا واحلالة هذه األخذ بيده يف املرحلة اجلامعية من خالل التوجيه والنصح واألرشاد األختبارات النفسية املعتمدة يف املخترب النفسي املوجود يف املركز أو بطارايت ومقاييس القدرات العقلية على مقدرته وقابلياته يف دراسة التخصص املنشود أو املقبول به يؤدي به األمر اىل الذهاب اىل ختصص آخر يتوافق وقابلياته النفسية وقدراته العقلية. من املمكن أن جنمل أهداف اإلرشاد املدرسي فيما أييت: فقد ينجح يف األختبارات وقد التقومي والتقدير النفسي )االجتماعي التعليمي( للطالب وذلك ابستخدام إجراءات املراقبة واملالحظة االختبارات النفسية والتعليمية وإجراء املقابالت الشخصية والتقومي السلوكي. التدخل هبدف توجيه األفراد واجلماعات ومساعدهتم يف أداء وظائفهم وأدوارهم بشكل صحيح اجلوانب املعرفية واالنفعالية واالجتماعية للطالب والتخطيط وتقومي خدمات التعليم احملددة اليت هتدف إىل حتسني املهارات التكيفية لدى الطالب وذلك ابستخدام أساليب خمتلفة منها: والعالج النفسي والتعليمي وتطبيق وحماولة التأثري التوصيات واإلرشاد والربامج التعليمية والتدريبية 866

11 دور اإلرشاد املدرسي يف تنمية اإلبداع التدخل هبدف توجيه اخلدمات التعليمية وأولياء أمور الطالب واجملتمع احمللي الوالدين وإرشادهم. وخدمات رعاية الطفولة واخلدمات املوجهة حنو العاملني يف وذلك عن طريق برامج التعليم الشخصي داخل املدرسة االستشارة والتنسيق مع العاملني يف املدرسة والوالدين يف األمور واجلوانب املرتبطة ابملشكالت املدرسية. تنمية وتطوير الربامج واخلدمات للطالب وإدارة املدرسة واجملتمع احمللي واجتماعية خاصة بكل فئة من هذه الفئات. اإلشراف على اخلدمات النفسية واإلرشادية يف املدرسة. الكشف عن املتفوقني قبل أن نبدأ البحث يف املشكالت واملعوقات اليت تقف يف سبيل التفوق البد لنا من املدرسة وبرامج تعليم وذلك من خالل تصميم برامج إرشادية وكيفية أكتشافهم وهل هناك وسائل تعني الباحث يف أكتشافهم أو تعني مدير املدرسة يف معرفة املتفوقني. الكشف عن املتفوقني ان املعضلة األساسية اليت تواجه الكشف عن املتفوقني كانت الوسائل واألدوات املالئمة االساسية يف اكتشاف املتفوقني اذكان املعيار الوحيد ملعرفتهم هو معيار التحصيل الدراسي األمر الذي يؤدي اىل ضياع فرص أكتشاف هذه الفئة من الطالب مما يؤدي اىل الطلبة بسبب املعايري املختلفة واملتخلفة اليت كانت توضع آنذاك ومنها أن هذا املعيار قد يبىن على أساس عالقة ابملعلم أو املدرس فالطالب الذي ميتلك عالقة جيدة ء املعلم يصبح من ذوي التحصيل العايل والدرجات املرتفعة ضعف أكتشاف املتفوق معيار النجاح املدرسي ال يعد انجحا يف أكتشاف هذه الفئة من الطلبة. لقد بدأت دراسة املتفوقني مع األمر الذي جر هبذه املشكلة اىل صعوبة أكتشاف املوهوبني أيضا بسبب أن دراسات الذكاء اليت بدأها بينيه Benit العشرين وكذلك دراسات املبدعني واملوهوبني اليت بدأها ( العاملان كلفورد وتورانس عامل النفس املعروف يف بداايت القرن )Guilford & Torrance يف بداايت القرن العشرين من خالل أتكيد األهتمام ابملبدعني وتنمية األستعدادات والقدرات اليت يتطلبها ذلك النوع من التفكري وهتيئة املتطلبات لتنمية املوهوبني واملبدعني. )املعاضيدي 2449 ) 21 ص 861

12 الفصل الثاني مشكالت املتفوقني قبل التحدث عن إرشاد املتفوقني وتوجيههم البد من حملة وعرض عن املشكالت اليت يتعرض هلا املتفوقني وذلك لتربير التوجه إىل إرشادهم املوهوبني لالضطراابت حيث أشار الباحثون واملتخصصون يف هذا اجملال إىل العديد من املشكالت اليت تواجه واملتفوقني وإىل مصادر الضغوط اليت يتعرضون هلا وأثرها يف توليد مشاعر التوتر والقلق لديهم وجعلهم عرضة السلوكية وهتديد أمنهم النفسي ونعرض فيما يلي ألهم هذه املشكالت والقضااي الرئيسية اليت ميكن أن تسهم اخلدمات اإلرشادية املقدمة للموهوبني واملتفوقني يف التخفيف من بعض آباثرها. بول وييت وقد أوضح واملوهوبني والعمل معهم يدرك أهنم والرايحني أنواعا Witty 1958 مع منذ فرتة مبكرة أن كل من أتيحت له فرصة معايشة األطفال املتفوقني ما يتمتعون به من مواهب ممتازة قلما فهم يتعرضون ملعظم املشاكل اليت يتعرض هلا األطفال عامة أثناء منوهم أخرى من املتاعب اخلاصة اليت ال يواجهها الطفل العادي عبقرية الطفل بقدر ما يرجع إىل موقف اآلخرين منه واستجاابهتم ملواهبه. جيدون احلياة سهلة ومفروشة ابألزهار ولكنهم ابإلضافة إىل هذا يواجهون وال يرجع معظم هذه املتاعب اخلاصة إىل امتياز أو وترجع بعض املشكالت اليت يعاين منها املوهوبون واملتفوقون إىل خصائصهم ومساهتم أنفسهم كاحلساسية املفرطة وقوة املشاعر والعواطف والنزعة الكمالية أخرى بيئية أسرية ومدرسية وفيما يلي عرض لبعض هذه املشكالت: مشكالت راجعة إيل مسات خصائص شخصية املتفوق واملوهوب: أوال: الشعور ابالختالف أو العادية: والعزلة عن اآلخرين والنمو الالمتزامن أو غري املتوازن وغريها. كما يعود بعضها اآلخر إىل وصعوبة تكوين عالقات مشبعة وصداقات مع األقران عوامل وتصنع التوسط ومن بني أهم املشكالت هي مشاعر االختالف وصعوبة تكوين عالقات اجتماعية مثمرة مع األقران حيث يتميز املوهوبون واملتفوقون ابلتفرد واالختالف عن أقراهنم وتبدو مظاهر هذا االختالف واضحة منذ سنوات العمر األوىل حيث يكون ورغبتهم يف تعلم القراءة وتعدد جماالت اهتماماهتم معدل منوهم العقلي املعريف أسرع من أقراهنم ويتمثل هذا يف قدرهتم املبكرة على الكالم واكتساب اللغة منذ سن صغرية وحبهم لالستطالع وشغفهم ابملعرفة الذي يدفعهم إىل كثرة طرح التساؤالت وتتنوع ميوهلم عمن هم يف مثل عمرهم الزمين مظاهر االختالف فنجد أحكامهم اخللقية املعقدة الصارمة وكذلك نظامهم القيمي اخلاص. وميثل نضجهم األخالقي املبكر مظهرا هاما من ويتأثر املوهوب واملتفوق منذ وقت مبكر هبذا االختالف بينه وأقرانه فهو ال جيد من بينهم من يشاركه ألعابه املفضلة اليت يغلب عليها التعقيد واليت ختضع لقوانني حمددة واليت يشبع من خالهلا ميله إىل التنظيم والرتتيب Systematization and Order حيث مييل إىل تنظيم األشياء واألشخاص حسب رؤيته وهلذا ينجذب بشدة حنو األطفال األكرب سنا والذين قد ينظروا له كطفل صغري ويرفضون اللعب معه مفضلني عليه أقراهنم اللعب مبفرده وامليل للعزلة والوحدة. )1:p )Douglas, 1998 وقد يدفعه هذا إىل 861

13 وقدراته وحيذر الباحثون من أثر ضغوط األقران املتزايدة على املوهوب واملتفوق الذي قد يلجأ إىل التضحية مبواهبه ومييل إىل اإلجناز أبقل مما تسمح به قدراته واضحا. )السيد 1111 ص : )115 ويبدو التناقض بني طاقاته وإمكاانته وبني مستوى أدائه الفعلي قد تؤدي تلك الصعوابت البالغة يف التوافق ء األقران إىل الشعور ابلعزلة والوحدة واالنطواء وذلك إذا ما فشل املوهوب واملتفوق ابستخدام اسرتاتيجيات التوافق املختلفة يف كسب ودهم ورضاهم فتصبح العزلة والوحدة نتيجة حتمية لرفض األقران. ويرى بورتر )1999, )Porter أن الوحدة النفسية اليت يشعر هبا املرء حينذاك يكون هلا آباثر سلبية وخيمة أكثر تدمريا من اخنفاض التحصيل وضياع املواهب والقدرات حيث حيرم املوهوب واملتفوق من الطمأنينة والشعور ابألمان وال جيد الدعم واملساندة االجتماعية الكافية ملواجهة ضغوط احلياة اليومية حينما يفتقر إىل األصدقاء فاأللفة مع اآلخرين والصداقات احلميمة أمور ضرورية للنمو النفسي االجتماعي السوي. الفشل النزعة الكمالية وجتنب مواجهة الضغوط والتوقعات العالية اليت يضعها املتفوق لنفسه وما يرتتب عليها من ضغوط وقلق وخوف زائد من Copout ومماطلة وتلكؤ Procrastination وحساسية للنقد: مدفوعون وحريصون على حتقيق مستوايت فائقة من اإلجناز أن النزعة الكمالية أو املثالية قد تشكل عقبة وجناحهم يف حياهتم الدراسية واملهنية. ويرى هاماشيك حدود إمكاانهتم جزء من عملية التعلم أو ويتقبلون نقاط ضعفهم Hamacheck ويضعون ألنفسهم أهدافا واقعية مناسبة املتفوقني واملوهوبني أن الكماليني األسوايء أو أولئك الذين أمام تقدمهم يدركون ويتقبلون أخطاءهم ويتفهمون أهنا ويشعرون ابلرضا عن أنفسهم عندما يبذلون قصارى جهدهم بصرف النظر عن كون إجنازهم مثاليا كامال يكونون أكثر استمتاعا بعملهم وشعورا ابلسعادة. يتمتع املتفوقني واملوهوبني بطاقات غري حمدودة وحيوية فائقة ولديهم دوافع قوية للتعلم والعمل Very Energetic ومستوى وفري من النشاط Highly Motivated طويلة وقد ال حيتاجون سوى إىل ساعات حمدودة من النوم ابالستطالع واالستكشاف والتجريب. وغالبا ما خيلق فضول األطفال املتفوقني عقليا وحركتهم الدءوبة االرتياح لدى املتعاملني معهم ويسبب هلم املتاعب وفوضويني األطفال اآلابء بعض وهم قادرون على االهنماك واالنغماس يف العمل لفرتات كما يتمتعون بيقظة عقلية وفضول متزايد وشغف وتساؤالهتم املستمرة حالة من االرتباك وعدم ورمبا نظروا إىل هؤالء األطفال على أهنم عابثون غري منضبطني ومثريون للمتاعب أو ينقصهم الرتكيز وأنه جيب ردعهم وتعليمهم كيف يتصرفون ويسلكون على شاكلة بقية مما يؤثر سلبيا على ذواهتم ويشعرهم ابلتعاسة والذنب ويزداد الطني بله عندما يلتبس األمر على البعض من واملعلمني فيخلطون بني تلك الطاقة واحليوية لدى الطفل املتفوق واضطراب االنتباه املصحوب بفرط النشاط لدى األطفال املضطربني جبوانب موهبة الطفل والبحث عن سبل تنميتها. مما يرتتب عيه انشغاهلم جبانب االضطراب يف السلوك والبحث عن عالجه بدال من االهتمام وتتطلب هذه املشكلة تفهم احمليطني ابلطفل املتفوق لدوافعه القوية الداخلية للعمل والنشاط وإشباعها بدال من كفها وإحباطها وهتيئة األنشطة اليت تستحث اهتماماته وتستوعب طاقاته وتتيح له إظهارها والتعبري عنها. 861

14 كما يعاىن املتفوقني واملوهوبني من الشعور ابلسأم والضيق داخل بيوهتم وصفوفهم ومن أداء املهام والتكليفات الروتينية والبسيطة اليت ينفرون منها عادة تكفل هلم قدرا املعتادة وعلى القفز فهم يستمتعون أكثر ابملهام الصعبة واملعقدة اليت تتحدى استعداداهتم واليت عاليا من احلرية واالستقاللية يف التفكري والعمل. كما يشعرون ابلضجر وامللل خالل العملية التعليمية ألهنم يتعلمون بسرعة أكرب من أقراهنم اإلملام ابلقواعد اليت إىل معاجلة التفصيالت الدقيقة للموضوع املطروح املدرسية يف نصف الوقت التقيد مبا يعمله اآلخرون من الصارمة والنظم اجلامدة يعدها املعلم جزءا ورمبا أقل من ذلك ولديهم املقدرة على جتاوز اخلطوات املعتادة يف تسلسل التفكري العادي والتفكري فيما وراء األشياء قبل أن يكمل معظم أقراهنم أساسيا جيب إتقانه قبل االنتقال إىل هذه التفصيالت. الطالب املتوسطني. ويقاومون ما وغالبا ما ينجزون أعماهلم لذا فهم يشعرون بوطأة االنتظار والسأم وامللل عندما جيربهم املعلم على كما يالحظ أن املتفوقني أقل اكرتاباث ابألعراف يفرض عليهم من نظم تقيد حرايهتم وانصياعا للتعليمات أو من تدخالت اآلخرين يف أعماهلم وشئوهنم. وتتضاعف مشكالهتم يف هذا الصدد عندما يعىن املعلم ابلضبط والربط داخل غرفة الصف أكثر من إاتحة قدر من املرونة واحلرية لتالميذه وبفرض املسايرة واالتباعية أكثر من تشجيع االختالف واالبتداعية وابالعتناء ابالحتياجات اجلماعية )للتالميذكمجموعة( أكثر من االعتناء املتوسطني من دون املتفوقني واملوهوبني. والعواطف ابالحتياجات الفردية )اجملموعةكأفراد( وبتكريس اهتمامه على التالميذ ويتمتع األطفال املتفوقني واملوهوبني مبستوى متقدم من النمو العقلي واللغوي وابحلساسية املرهفة وقوة املشاعر ولديهم نظام قيمي وأخالقي يطورونه مبكرا فهم يتبنون مثال ومبادئ رفيعة وينفتحون على جتارب اآلخرين ويعايشون معاانهتم ويتعاطفون معهم عميقة تغيري العامل وفيما جيرى حوهلم من أحداث إىل األفضل ويتساءلون كثريا وينغمسون بعمق يف املعاين والدالالت وفيما يتهدد العامل من خماطر ومشكالت عن جدوى النظم والقوانني املبادئ واملثاليات من جانب والواقع أو السلوك من جانب آخر. يعيشونه االكتئابية. معهم عن قرب لتكملة اجلمل القائمة ويفكرون كما لو كانوا انضجني يف قضااي ويشعرون ابملسئولية األخالقية جتاه وحيسون ابلتناقض وعدم االتساق بني ويشعرون أيضا ابلعجز عن التأثري والتحكم فيمن حوهلم )كأطفال( وعن حتمل التناقضات يف الواقع الذي حبكم تكوينهم النفسي وعدم نضوجهم االنفعايل مما يصيبهم ابحلرية واهلم واحلزن والتشاؤم والقلق ورمبا املشاعر وتستعرض ليندا سيلفرمان )1993 (Silverman, أمثلة لبعض أفكار ومشاعر األطفال املتفوقني ممن تعاملت وتقتطف أتكيدا لذلك بعضا من استجاابت طفل املتفوق يف العاشرة من عمره على اختبار إسقاطي حيث يقول "أحلم... بعامل أفضل يسوده احلب والعطف والرعاية وأمتىن لو أنين... أمتلك املقدرة على جعل العامل أكثر أمنا و حبا للسالم إن ما يشعرين ابحلزن حقا... هو أن الناس قد أصبحوا ال يهتمون بعضهم البعض أنين قلق بشأن... ما ميكن أن يؤول إليه مصري العامل لو مل يكف الناس والدول عن مقاتلة بعضهم البعض. " كما جتسد ليندا سيلفرمان مشاعر اهتمام الطفل املتفوق ابآلخرين وتعاطفه معهم اإلنصاف والعدالة واملساواة بني الناس. وحرصه الشديد على سيادة معايري 811

15 يبدو الطفل العادي متسقا أو متوافقا من حيث النمو اجلسمي والعقلي واالنفعايل واالجتماعي طبقا لعمره الزمين بينما جند جوانب منو الطفل املتفوق )على العكس من ذلك( متضى مبعدالت متفاوتة السرعة حيث يبدوكما لو كان نسيجا مستوى خاصا جيمع بني مراحل منائية متباينة وأعمار خمتلفة. فمهارته احلركية ورمبا تتفق ومستوى عمره الزمين لكن قراءاته وحصيلة معلوماته وطريقة تفكريه قد تكون أكرب من ذلك ورؤى يتطلع إىل حتقيقها واقعيا لكن مقدراته اجلسمية ونفوذه احملدود يعجزه عن ذلك. شعورا سلوكية ابالرتباك حينما وقد يكون خياله جاحما يقوده إىل أفكار ويولد هذا النسيج غري املتجانس أو ذلك التباين يف مظاهر النمو لدى الطفل املتفوق وما يرتتب عليه من أمناط عندما تكون الظروف ابلقلق واإلحباط كما يسهم يف خلق صعوابت توافقية مع اآلخرين فضال عن أنه يصيب اآلابء واملعلمني يتعاملون معه. وتشري اننسي روبنسون البيئية احمليطة ابلطفل املتفوق Robinson, 1996 فقط وال تتسق مع منط النمو غري املتزامن الذي مييزه عن غريه من األطفال العاديني. كذلك يتميز املتفوقني واملوهوبني عادة بتنوع إمكاانهتم إىل أن هذه املشكلة تبدو أكثر تعقيدا وطريقة تعامل اآلابء واملعلمني معه قائمة على أساس عمره الزمين Multipotentiality وغالبا ما اهتماماهتم وتعدد يعاين بعضهم من احلرية والرتدد ويكون عرضة للصراع يف مواقف االختيار الدراسي واملهين Vocational وقد يعجزون عن اختاذ القرارات املناسبة لتحقيق منوهم وطموحهم الدراسي واملهين ورمبا يريد من تعقيد عملية االختيار وصعوبتها تعدد البدائل والفرص والتفوق املتاحة هلم إضافة إىل حرصهم البالغ على أن يضمنوا قدر اإلمكان حتقيقهم درجة عالية من االمتياز سواء يف جمال الدراسة أو املهنة اليت خيتاروهنا و لذا فهم حباجة ماسة إىل التوجيه السليم واإلرشاد الدراسي واملهين املبكر واملستمر. خيتار يؤكد ذلك ما ذهب إليه جروان )2444( من أن "تعدد اخليارات بقدر ما هو حالة إجيابية رمبا يقود إىل حالة من اإلحباط عند مواجهة موقف االختيار مع هناية مرحلة الدراسة الثانوية بوجه خاص ذلك أن الطالب املتفوق البد أن هدفا مهنيا واحدا ويلغى قائمة من اخليارات املمكنة اليت يستطيع النجاح فيها. والشك أن اختيار هدف مهين واحد ميثل تقييدا وحتديدا هلامش عريض من االهتمامات وامليول ". )القريطي 1115 ص ) 195. مشكالت املتفوق واملوهوب يف األسرة: األسرة هي املؤسسة األوىل لعملية التطبيع أو التنشئة االجتماعية يكتسب الطفل عن طريقها أول خرباته الرتبوية ويتشرب القيم واملعايري واالجتاهات واليت يف مواهبه ازدهار ويتعلم قواعد السلوك االجتماعي تتنوع ما بني حاجات بيولوجية ونفسية واجتماعية وعقلية تنشئته من قبل الوالدين تتباين بني السوية والالسوية وهي املصدر األساس إلشباع حاجاته املختلفة ويف سياقها يتعرض الطفل إىل ممارسات وأساليب معينة وتلعب األسرة دورا وقدراته ومساعدته على تنميتها ويف إشباع احتياجاته املتنوعة مؤثرا يف حياة املتفوق واملوهوب ويف تعزيز ويعد املناخ األسري أحد أهم العوامل املؤثرة يف املواهب واالستعدادات أو اندباثرها وذبوهلا ويف شعور املتفوق واملوهوب. ابألمن ومتتعه ابلصحة النفسية أو جعله عرضة للصراع والتوتر وتبديد طاقته النفسية. )القريطي 1113 ص : 939( 818

16 آباثر وقد اهتم الباحثون مبا يعرتض املتفوق واملوهوب من مشكالت يف نطاق بيئته األسرية على إمكاانته واستعداداته من جهة ويف إعاقة منوه النفسي االجتماعي من جهة أخرى 811 وما ميكن أن تسببه من فأوضح ماي May, ( 2000( أن خمتلفة جتاه هذا اآلمال عليه إدراك الوالدين ملا ميتلكه ابنهما من تفوق يولد لديهما مشاعر متناقضة متباينة األمر فعادة ما ميثل تفوق االبن عند اكتشافه مصدرا للفرح وجيلب والسعادة وأهنما يبداين استجاابت حيث يعقد الوالدان العديد من هلما وجوده شعورا ابلفخر وتدفعهما مالحظاهتما ملا يبديه من استجاابت إىل حماولة بذل اجلهد املضين لرعايته واالهتمام به ويقابل الوالدان آنذاك مشكلة تتمثل يف عدم معرفتهما الكافية خبصائص املتفوقني السلوكية واحتياجاهتم املعرفية والنفسية وقد تولد هذه املشكلة لديهما معاملة والدية مالئمة للعاديني واالجتماعية شعورا ابلعجز أبنائهم مع ومتطلبات منوهم ووسائل تنمية تفوقهم وأنواع املشكالت اليت يتعرضون هلا وعدم الكفاية ويؤدي نقص وعي اآلابء إىل أن ميارسا أمناطا وأساليب املتفوقني ال تتناسب مع طبيعتهم وحاجاهتم تكون قراراهتم بشأن االختيارات التعليمية واملهنية ألبنائهم غري مالئمة ملقدراهتم واستعداداهتم. وقد يؤدي ذلك أيضا إىل أن ويؤكد شور وزمالءه )1991 al, )Shore et أن اآلابء قد يبدون مشاعر سلبية جتاه تفوق أبناء فقد يشعرون ابلقلق الشديد وخيشون أال يستطيعون التعامل معه الرتبوية واملثريات العقلية املالئمة له أو يشعرون ابإلمث والذنب بسبب عدم قدرهتم على توفري اخلربات أو ألهنم يعطونه من االهتمام والرعاية ما يفوق إخوته بعض اآلابء قد يشعرون أن هذا االبن مصدر هتديد لسلطتهم وملكانتهم وأنه يشعرهم ابحلرج مشاعر غرية واستياء ال شعورية جتاهه. ويشري شور وزمالءه إىل أن وحيمل هؤالء والضآلة تعد األساليب والطرق اليت يتبعها اآلابء يف التنشئة االجتماعية لألبناء من أهم العوامل األسرية املؤثرة يف تكوينهم النفسي وتوافقهم وصحتهم النفسية وتتباين هذه األساليب من حيث نوعيتها وآباثرها يف تنشئة األبناء وتسبب األساليب الوالدية الالسويةكاإلمهال والالمباالة والتسلط والتشدد واحلماية واالهتمام الزائدين آباثرا ضارة على شخصية األبناء وعلى مفهومهم عن ذواهتم نستعرضها فيما يلي:.2 يدركون ما يعد أسلوب اإلمهال والالمباالة من أخطر املشكالت اليت قد يبدى وال يواجهها املتفوق واملوهوب يف بيئته األسرية فقد الوالدان عدم االكرتاث بتفوقه ومقدراته وإمهاهلا والالمباالة إبشباع حاجاته املعرفية والنفسية االجتماعية يكرسان الوقت واجلهد الالزمني لرعايته وتيسري متطلبات منوه واستعداداته وقد يبداين رفضهما وعدم تقبلهما ملقدراته ويرجع مثل هذا السلوك إىل عدة أسباب منها تدين املستوى االجتماعي االقتصادي لألسرة وانشغال الوالدين ابلعمل على تلبية احلاجات األساسية لألبناء من مأكل ومشرب وملبس وعدم مباالة الوالدين ابحلاجات النمائية األخرى العقلية والنفسية االجتماعية وقد يكون سبب هتاون الوالدين يف رعاية ابنهما املتفوق واملوهوب والعمل على تنمية قدراته هو اخنفاض املستوى التعليمي والثقايف هلم األمر الذي يؤدي إىل عدم وعيها أبمهية توفري الرعاية املالئمة له يف تعظيم قدراته واستثمار طاقاته. )30 p29, )Howe,1999 ويذكر ألسوب )1997 )Alsop, أن بعض اآلابء ممن ينتمون إىل مستوايت اجتماعية اقتصادية منخفضة ميتلكه ابنهم من مواهب وقدرات وماهلا من قيمة إال أهنم خيشون عدم استطاعتهم توفري اخلربات الرتبوية املالئمة واألدوات والوسائل الالزمة لتنشيط تلك املواهب وتنمية تلك االستعدادات والقدرات.كما يؤكد سليمان وغازي

17 مما قد )1111( أن إمهال املتفوق والالمباالة من جانب والديه بل ورفض قدراته قد يرجع إىل خوفهما من الرتكيز على تفوقه 811 يؤدي يف وجهة نظرمها إىل أن يعوق ذلك التفوق عالقاته االجتماعية مع احمليطني به ويتسبب يف رفض أقرانه هلو شعوره ابلوحدة والعزلة. فمن األمور املسلم هبا أن كال الوالدين يهتمان كثريا ابلتوافق االجتماعي ألبنائهما وينشغالن بذلك إىل درجة كبرية كذلك.1 قد يؤدي التفكك والتصدع األسري و كثرة اخلالفات العائلية واملشاحنات بني الوالدين إىل عدم اهتمامهما بقدرات األبناء وحاجاهتم ومتطلبات منوهم بشكل عام وتقصريمها يف حق األبناء. قد يلجأ الوالدان إىل أسلوب التسلط والتشدد يف تنشئة ابنهما املتفوق واملوهوب شديدة يف واالعتماد على معاملته ويلزمانه بطاعتهما واخلضوع ألوامرمها دون مناقشة والبحث وال يتيحان له الفرصة لكي يعرب عن آراءه فنجدمها يظهران صرامة ويرفضان رغبته اجلارفة يف االستكشاف وأفكاره حبرية وال يبداين تقبال هلذه األفكار ويتسم أسلوب التسلط والتشدد ابلتقيد واإلكراه والتهديد املستمر واإليذاء البدين والنفسي ويؤدي أسلوب التسلط والتشدد إىل إضعاف ثقة املتفوق بنفسه وإحساسه ابلعجز والنقص واختالل صورته عن ذاته ويؤدي أيضا إىل تقييد خياله كما خيمد فيه روح 1112 ص :.)297 االستطالع واملبادرة ويكف ما لديه من استعدادات للتعبري اخلالق والتفوق )القريطي ويرفض الوالدان اللذان ينتهجان هذا األسلوب يف تنشئة أبنائهما ما يبديه املتفوق من النزعة إىل االستقالل يتخلى عن استقالليته الذات يف تصريف شئون حياته والتخطيط ملستقبله ويتدخالن يف أخص شئونه ويفرضان عليه ما يقران أبنه مناسب له فهما يضيقان بنزعته إىل التفرد ويدفعانه إىل أن ومن شأن ذلك أن يقتل قدراته ويفقد هويته وجيعله غري قادر على اختاذ أي قرار حاسم يف حياته سواء يتعلق ابالختيار الدراسي أو املهين. ويذكر نيهرت تدفعه غري )Neihart,1998( أن املتفوق واملوهوب يفقد ذاته احلقيقية تدرجييا حتت أتثري ضغوط األهل واملعلمني اليت للمسايرة واخلضوع واالمتثال ملا يفرضه اجملتمع من معايري صارمة فهو يواجه العديد من الصراعات املريرة لكي حيتفظ بكينونته وهويته ويصطدم ابآلابء واملعلمني الذين يرفضون ما يبديه من أفكار وآراء خمتلفة عن أقرانه واستجاابت مألوفة أو معتادة واهتمامات متنوعة االختالف والتميز ويشري نيهرت فيتهمونه بغرابة سلوكه وشذوذ أفكاره ويدفعونه إىل التخلص من خصائص إىل أن الضغوط املتزايدة على املتفوق واملوهوب قد تدفعه يف هناية األمر إىل مسايرة اآلخرين والتخلي عن ذاته احلقيقية وعن جوانب متيزه وخباصة إذاكانت تلك الضغوط انبعة من املقربني إليه. ويؤكد قنديل )2449( أن املبتكرين هم أكثر فئات املتفوقني واملوهوبني عرضة هلذا النوع من الضغوط فاآلابء جياهرون برغبتهم يف أن يكون لديهم أطفال يسهل التعامل معهم ويتوافقون مع األمناط االجتماعية السائدة ويتوقعون من أبنائهم االلتزام مبعايري اجلماعة والسري على درهبا ويرى أن هزمية الطفل املبتكر يف مواجهة ضغوط اجلماعة واضطراره إىل التخلي عن قدراته وقبوله بعملية االنسحاب والتضحية ببعض أهم احتياجاته النفسية كل ذلك يعرضه للعديد من االضطراابت واليت تتفاوت آباثرها السلبية على شخصيته وفقا لدرجة حساسيته االنفعالية ومدى شعوره ابحلرمان )قنديل 2449 ص.)431:.3 مما الشك فيه أن حب الوالدين البنهما ظهور ورغبتهما يف تلبية احتياجاته قد يتزايد مع كونه متفوقا وموهواب ومع التفوق يف وقت مبكر يندفع بعض اآلابء إىل إحاطته جبميع أشكال الرعاية والعناية واالهتمام الزائد به

18 وتدليله ويشري بعض وتشجعهم مقدراته واستعداداته املبكرة على زايدة االهتمام به ورعايته بكل ما يستطيعون من وسائل. الباحثني إىل أن بعض آابء املتفوقني واملوهوبني ميكن وصفهم ابملتمركزين حول الطفل Oriented 811 فهم Child أشكال االستثارة العقلية املالئمة يدورون يف فلكه ويكرسون وقتهم وجهدهم ويضحون مبتعتهم الشخصية يف سبيل توفري منهم يف احلفاظ على تفوقه وخوفا من استمرار اآلابء يف هذا السلوك ملقدرات الطفل وهتيئة أفضل الظروف الستثمار طاقاته العقلية وذلك رغبة ضياعها وقد يكون االستعداد الذي يبديه املتفوق للتعلم سببا يف فاملتفوق الذي يبدي رغبة يف تعلم القراءة مبكرا أو يبدي ولعا شديدا ابحلقائق الرايضية أو العلمية قد يزيد من حرص والديه على إشباع احتياجاته ورغباته وقد يؤدي االنسياق وراء رغباته يف املريد من التعلم إىل جتاهلهما جلوانب منوه األخرى وحاجاته النفسية واالجتماعية اليت حتتاج إىل إشباع واهتمام. وقد يؤدي حرص الوالدان على ابنهما املتفوق واملوهوب واهتمامهما الزائد به إىل اخلوف الشديد عليه فيحيطانه بتدليلهما ويريدان من محايته ويغمرانه مبشاعر احلنان واحلب ويلجآن إىل عزله يف شرنقة احلماية الزائدة حرصا على توفقه ورغبة يف تقدمي مجيع أشكال الرعاية والعناية اليت حيتاج إليها ويرى القريطي )1113( أن الطفل الذي ينال ذلك التدليل وتلك احلماية الزائدة يضعف تكوينه النفسي ويتشوه منوه االنفعايل واالجتماعي يكون ويشعر ابلعجز مستقبال لدى اصطدامه أبهون العقبات وأبسط املشكالت ويشعر ابلفشل واإلحباط والسيما يف الظروف الضاغطة وقد يتعاظم لديه الشعور ابلذات والتمركز الذايت والنرجسية والنزعة األاننية وعدم االكرتاث ابلنظم والقوانني يف مراحل عمره الالحقة. وتوضح رمي )1113( أن اهتمام الوالدين الزائد ابملتفوق واملوهوب يصبح أكثر خطورة حينما يكون وحيدا أو حينما طفلهما األول فهو حمور االنتباه داخل األسرة وكثرية من األمور األسرية املختلفة تسري وفق رأيه فالوالدان دائما حريصان على سؤاله عن كل شيء واألخذ برأيه دون جدال أو نقاش مما يشعره أبن له أتثريا قواي يف األسرة يوازي أتثري والديه وقد يفوقه ونظرا ملا يتمتع به املتفوق واملوهوب من قدرة لفظية فائقة وقدرات عقلية مرتفعة فإنه يشارك والديه يف أحاديثهما وميارس الكثري من األنشطة اليت ميارساهنا واليت تثريه وتستهويه خاصة إذا ما أصبح له أخوة آخرون ويتسبب وضعه ومع مرور الوقت يربز كوالد باثلث يف يف األسرة يف الكثري من املشكالت إلخوته. )رمي 1113 )264 ص األسرة متثل التوقعات املرتفعة اليت يضعها الوالدان البنهما املتفوق واملوهوب عبئا كبريا على عاتقه فيصبح اهتمامهما الزائد بتفوقه ومبالغتهما يف تقدير استعداداته وقدراته خطرا حقيقيا على مستقبله وصحته النفسية فقد يدفعانه إىل بذل املريد من اجلهد لتحقيق توقعاهتما يدأابن على دفعه لتحقيق أعلى معدالت اإلجناز مما يؤدي إىل نزعته للكمالية العصابية وشعوره ابلقلق واالضطراب وخوفه من عدم القدرة على تلبية مطالبهما وتعرضه لضغوط نفسية شديدة من جراء حماوالته املستمر ونضاله حىت ال يغضبهما وحيقق آماهلما فيه فضال عن هذا فقد يتعجل الوالدان منو ابنهما املتفوق فريحبون ابإلسراع التعليمي وختطى الصفوف الدراسية وهو األمر الذي يتوقف على طبيعة املتفوق وحالته املزاجية وال يعتمد فقط على مدى ما يتمتع به من قدرات واستعدادات فبعض املتفوقني واملوهوبني قد يتأثر منوهم االنفعايل - االجتماعي هبذه اإلسرتاتيجية التعليمية أتثرا ابلغا حيث يؤدي انتقاهلم إىل صفوف دراسية أعلى إىل شعورهم ابلعزلة والوحدة واالنطواء أو يريد من الضغوط املفروضة عليهم. )22:p )Howe,1999

19 وخيطى اآلابء الذين يركزون إبفراط على تنمية طاقات املتفوق واملوهوب دون االلتفات إىل حاجاته النفسية االجتماعية خطئا فادحا يف حق طفلهما ويذكر القريطي )2494( أن للمتفوق وللموهوب حاجات نفسية خاصة تتطلب على تفهمها وإشباعها وذلك لضمان منوه منوا نفسيا سواي إذ يرتتب على إمهاهلم وقصور فهم احمليطني هلم آباثر سلبية صحته النفسية االجتماعية فيما يف توافقه مع اإلحساس أسرية آمنة تبدد ابإلضافة إىل ما قد ينشأ عن ذلك من اضطراب يف التفاعالت الشخصية املتبادلة والعالقات بينه وبينهم وجيعله عرضة للمشكالت السلوكية التوافقية اآلخرين وخباصة أقرانه فاملتفوق واملوهوب الذي يواجه صعوابت ابلغة يتعرض للرفض االجتماعي والسخرية والتهكم أحياان من قبلهم ويزداد لديه ابالختالف عن غريه من األقران سواء من حيث اهتماماته وأفكاره أو من حيث أداؤه السلوكي حيتاج إىل بيئة إىل التقبل والفهم والتقدير. العقلية املناسبة تساعد على ما لديه من مشاعر القلق واخلوف والتوتر وتدعم ثقته بذاته وتنمي إحساسه ابلكفاءة وتشبع حاجته حيتاج املتفوق عقليا ألن توفر له األسرة املصادر واألدوات الالزمة الستثارة التفكري والتعلم واستثمار الطاقة الكامنة لدى األبناء يف ممارسة أوجه النشاط ابلضرورة يف افتقار واخلامات واألدوات الفنية والعلمية ومن أمثلة تلك املصادر الكتب واجملالت واألجهزة املسموعة واملرئية واللعب والنماذج وحسن توظيف هذه اإلمكانيات ابلكيفية اليت التفتح العقلي واإلدراكي لدى املوهوب وإثراء خرباته وتعميقها على أن معوقات تنمية التفوق قد ال تتمثل البيئة املنزلية ملثل هذه املواد واألدوات وإمنا قد تنجم يف بعض األحيان عن سوء استخدامها وعدم توظيفها ابلكيفية اليت تساعد على إثراء خربات املتفوق وتنويع اهتماماته وتشجيعه على االستطالع والكشف والتجريب. ( القريطي 2494 ص : ). متثل عالقات املتفوق واملوهوب أبشقائه مصدرا للكثري من املشكالت اليت يتعرض هلا يف أسرته فوجود مثل هذا االبن مبا ميتلكه من مواهب وقدرات بني أشقائه ميثل مشكلة واضحة هلم واملوهوب وأشقائه مما يثري مشاعر الغرية واحلسد لديهم واإلفراط يف مدحه إىل اإلدعاء أبن كل أبنائهما تولد مشاعر العداء والكراهية بينه وإخوته متشاهبون خوفا من توتر العالقات بينهم وقد يؤدي اهتمامهما الزائد به فالوالدان قد يقارانن بني ابنهما املتفوق فيصبح مرفوضا من قبلهم املتفوق ألهنما يقلالن من قدراته ويشعرانه بعدم قيمتهما.. ) )Howe,1999, أو مغاالهتما يف الثناء عليه وقد يلجا الوالدان إىل وهو األمر الذي ميكن أن يؤثر سلبا على ابنهما وقد حياول اإلخوة أن ينافسوا شقيقهم املتفوق واملوهوب يف اجملال الذي يتميز فيه سواء كان التحصيل الدراسي أو اجملاالت الفنية أو الرايضية و يندفعون يف حماوالت ايئسة لتحقيق مستوايت متشاهبة من اإلجناز والنجاح رغبة منهم يف التمتع مبكانة مرموقة لدى والديهم وال شك أن هلذا التنافس احملموم أثره السليب على الصحة النفسية للمتفوقني واملوهوبني والعاديني داخل األسرة ملا يؤدى إليه من شعور ابلذنب واإلمث لدى املتفوق واملوهوب واخنفاض تقدير الذات والشعور ابإلحباط لدى إخوته واضطراب العالقات بينهم النفسي املتفوق واملوهوب.. 278( p277 )Mcmann&Oliver, 1988 ويصبح اجلو العام لألسرة مليئا ابلصراعات مهددا لألمن 815

20 مشكالت الطفل املتفوق يف املد رسة: تنطوي البيئة املدرسية على عدد من املعوقات اليت تعرتض سبيل منو املواهب وازدهارها وتقف حجر عثرة يف طريق طاقات املتفوق ومقدراته وقد تناول عدد من الباحثني مثل هذه املعوقات وأوضحوا ما ميكن أن يرتتب على وجودها من آباثر سلبية على املتفوقني واملوهوبني. فقد ذكر شور وزمالءه )1991 al, )Shore et أن املتفوق واملوهوب يعاين من فهو مع ما الضغوط املستمرة اليت متارس عليه كي يساير ما يقدم له من خربات وبرامج تعليمية تقليدية ويتجاوب معها يتملكه من قدرات واستعدادات عقلية مرتفعة وما يتميز به من سرعة التعلم وحب االستطالع والشغف ابملعرفة والرغبة يف فهم العامل من حوله ال ميكنه أن ينسجم مع الربامج التعليمية واملناهج الدراسية اليت تقدم للعاديني. لذلك يعاين املتفوق واملوهوب من الضجر وامللل Boredom من جراء وجوده يف الصف الدراسي العادي فهو يقضي نصف وقته تقريبا يف انتظار زمالئه يف الصف ليلحقوا به فضال عن أن ما يقدم له من مهام وخربات تعليمية من خالل املناهج الدراسية العادية ال يرقى إىل مستوى مقدراته وال يشبع حاجته امللحة إىل امل زيد من االستثارة العقلية Need to Mental stimulation فعقله واستعداداته وتساعده على الوصول إىل أقصى الذي ال يتوقف عن العمل يف حاجة إىل مهام وأنشطة تعليمية تتحدى مقدراته طاقاته وتتحول املدرسة إىل مركز طرد هلذا الطالب حيث يرتبط وجوده فيها ابلعديد من املشاعر السلبية واإلحباطات املستمرة املتزايدة واليت قد تنجم عنها نقص دافعيته ورغبته يف التعلم. خدمات املتفوقني إىل وألن املتفوق واملوهوب لديه من القدرات واالستعدادات ما هو غري عادي مقارنة أبقرانه تعليمية خاصة واسرتاتيجيات وأساليب تعليمية مناسبة كي يستطيع حتقيق ذاته وتفعيل قدراته فهو يف حاجة إىل ونظرا ألن واملوهوبني ميثلون ثروات هامة جملتمعاهتم فإن رعايتهم واالهتمام هبم تصبح ضرورة لرفاهية اجملتمع فاجملتمع حيتاج مثل هؤالء الذين يلعبون دورا ابرزا يف حل مشكالته )Hallahan & Kauffman, 1994, p: 421( ومن املمكن أمجال هذه املشكالت ابآليت: تثبيط محاسة املتفوقني واملوهوبني افتقار املدرسة اىل التجهيزات العلمية واملختربات املناسبة. الشعور ابلتقيد وعدم الراحة. استخدام وسائل قياس غري مالئمة. ويقدمون له اإلجنازات العظيمة يف العديد من اجملاالت. ولكن بعض الدراسات تشري إىل إمكانية وجود بعض املشكالت العاطفية واالجتماعية املرافقة للتفوق واملوهبة وخاصة عندما يكون التفوق واملوهبة من مستوى مرتفع. وحيدد بعض الباحثني عددا واملوهوبني اخلصائص نذكر: اجملاالت العقلية اليت ميكن أن تعرضهم للمجازفة أو توقعهم يف مواقف صعبة منها هؤالء الطلبة وهي: احلساسية الزائدة واالجتماعية والعاطفية قوة العواطف وردود الفعل ويف ضوء ذلك مت التوصل الكمالية مع من خصائص الطلبة املتفوقني أنفسهم ومع اآلخرين ومن بني هذه الشعور ابالختالف والنمو غري املتوازن يف إىل عشرة أنواع من املشكالت واملخاوف اليت يشكو 816

21 املشكلة األوىل: عدم إدراكهم ملعىن التفوق واملوهبة وعدم تعريفهم بذلك. املشكلة الثانية: امللل والضيق الذي يعانون منه معظم الوقت يف املدرسة. املشكلة الثالثة: شعورهم ابالختالف وعدم التقبل من جانب اآلخرين. املشكلة الرابعة: التوقعات املرتفعة اليت غالبا ما يضعها هلم اآلابء واملعلمون والرفاق. املشكلة اخلامسة: مضايقة رفاقهم الطلبة هلم ابلسخرية أحياان وبكثرة األسئلة واالنتقادات والطلبات أحياان أخرى. املشكلة السادسة: الشعور ابحلرية عند مواجهة موقف االختيار اجلامعي أو املهين الختالط األمور وكثرة الفرص املمكنة. املشكلة السابعة: الشعور ابلعزلة واللجوء إىل إخفاء تفوقهم من أجل التكيف مع الرفاق والتشدد مع اآلخرين ومقاومة السلطوية وتدين الدافعية واالكتئاب وعدم تقبل النقد والقلق الزائد املشكلة الثامنة: تطويرهم لنظام قيمي يف وقت مبكر وتقييمهم سلوكهم وسلوكيات اآلخرين على أساس هذا النظام. املشكلة التاسعة: مبالغتهم يف نقد الذات ونقد اآلخرين يف املواقف اليت ال تنسجم واملساواة واملثالية يف العالقات اإلنسانية. يتقبل مع توقعاهتم أو معايريهم للعدالة املشكلة العاشرة: الشعور ابلقلق املرافق إلحساسهم الشديد مبشكالت اجملتمع والعامل وعجزهم عن الفعل أو التأثري فيها. وكما يبدو فإن بعض هذه املشكالت واملخاوف يعود إىل مصادر خارجية ميكن تلخيصها يف أن اجملتمع ال الطلبة املتفوقني واملوهوبني وال يتفهم سلوكياهتم وبعضها يعود إىل عوامل داخلية من شخصية املتفوق. كما أن البعض اآلخر من هذه املشكالت يرجع إىل اخلصائص الشخصية املوروثة هلؤالء الطلبة املتوازن يف اجلانبني العقلي واالنفعايل وشدة حساسية النظام العصيب لديهم. األعلى والنمو غري وأمناط تعلمهم وهناك مشكالت تكيفية تظهر بنسبة مضاعفة لدى الطلبة الذين يصنفون كمتفوقني وموهوبني من املستوى مقارنة ابلطلبة العاديني. وتشري بعض الدراسات Noble,1991( )Robinson & 02 إيل أن ما بني %02 من هؤالء الطلبة يعانون من مشكالت تكيفية تضم ما يلي: العزلة االجتماعية. إرهاهبم ومناكدهتم من قبل رفاقهم األكرب سنا. اهتمامات اللعب اخلاصة هبم اليت ال جيدون من يشاركهم فيها من رفاقهم. قلة الرفاق الذين ميكن مشاركتهم امليول واالهتمامات. االعتماد الكبري على الوالدين يف الصحبة والعشرة. فقر املناخ املدرسي. التوقعات املرتفعة من قبل اآلخرين. الوعي بقلق الوالدين حنو موهبتهم. ويف ضوء ما ذكر ميكن تصنيف مشكالت الطلبة املتفوقني واملوهوبني يف ثالث جمموعات هي: مشكالت ذات طابع معريف تتعلق ابلتحصيل والدراسة. و 811

22 دور اإلرشاد املدرسي يف تنمية اإلبداع مشكالت ذات طابع انفعايل تتعلق ابلتكيف مع الذات ومع اآلخرين. مشكالت تتعلق بتحديد األهداف املهنية للمستقبل. األهداف اإلرشادية يف جمال البيئة األسرية: تبصري األسرة ابستعدادات الطفل ومساته ومشكالته ومتطلبات منوه واحتياجاته. تنمية إحساسات أفراد األسرة ابآلباثر السلبية واإلجيابية لسلوكهم وأساليب معاملتهم على شخصية الطفل وتبصري الوالدين أبمهية أساليب املعاملة الوالدية السوية كالدفء واحلنان واملساندة والتشجيع يف منو شخصية الطفل املوهوب واملتفوق والتفهم والتقبل واالهتمام والتقدير توعية األسرة بضرورة هتيئة بيئة أسرية غنية ابملواد واملصادر واخلربات الثقافية واالجتماعية الالزمة لتمكني الطفل املتفوق واملوهوب من تنمية طاقاته واستثمار واألنشطة اليت مييل إليها داخل املنزل. إمكاانته من خالل االطالع والتجريب والبحث وممارسة اهلواايت تعديل اجتاهات أفراد األسرة حنو الطفل املتفوق مبا يعزز شعوره ابلكفاءة والثقة واألمن والطمأنينة. العمل على توثيق اتصال األسرة ابملدرسة ملتابعة إجنازات الطفل وتقدمه داخل الصف الدراسي وما قد يعرتضه من مشكالت والتعاون يف حلها األهداف اإلرشادية ابلنسبة للطفل املتفوق واملوهوب ذاته: أوال: مساعدة الطفل على فهم حقيقة نفسه وتقبلها والوعي جبوانب تفوقه وإدراك أمهيتها ابلنسبة له واجملتمع. باثنيا: مساعدة الطفل على الوعي مبشاعره وتعريز ثقته بنفسه لتحقيق التوازن بني املغايرة والتفرد من انحية والتوافق االجتماعي. باثلثا: مساعدة الطفل على حل الصراعات والتعامل الوحدة والعزلة والشعور ابمللل. مع وتقبل ذاته كفرد خمتلف عن اآلخرين الضغوط واكتسابه مهارات وتنمية مهاراته ملواجهة املشكالت املختلفة. رابعا: مساعدته على إدراك حدود إمكاانته ومقدراته وعلى بلورة مفهوم أكثر واقعية وإجيابية عن الذات. خامسا: تنمية مهاراته القيادية وإحساسه ابملشاركة واملسئولية االجتماعية مثل سادسا: ترشيد نزعاته إىل التفرد واالستقاللية حبيث ال تؤدي إىل العزلة والوحدة أو النبذ والتجاهل من قبل اآلخرين. أو تقود للتمرد واخلروج عن املعايري االجتماعية. سابعا: مساعدة الطفل املتفوق على تقبل األخطاء وعلى التعلم من خربة الفشل بل واختاذها مثريا للمريد من والتحدي حبيث ال تؤثر على مفهومه عن ذاته. االهتمام باثمنا: مساعدة الطفل على االستبصار ابحتياجاته النفسية واملعرفية واالجتماعية وفهمها وتوعيته ابلسبل واملصادر املتاحة إلشباعها داخل املدرسة وخارجها. اتسعا: تنمية شعور الطفل ابملسئولية الذاتية ومقدرته على توجيه الذات وحتقيقها. عاشرا: تطوير مهارات االتصال االجتماعي لدى الطفل وتعزيز عالقاته وتفاعالته مع اآلخرين. 811